مصادر: مصر تسعى للتخلص من ضباط الأمن الوقائي الفارين لأسباب أمنية وأخلاقية
2007-12-23
القاهرة- فلسطين الآن- وكالات- أفادت مصادر مصرية مطلعة، أن مصر تعمل حاليا على التخلص من المئات من ضباط وعناصر جهاز الأمن الوقائي الذين فروا إليها بعد الحسم العسكري في غزة قبل ستة أشهر، وذلك بعد أن أصبحوا يشكلون عبئا أمنياً واجتماعيا على مصر، في ظل تزايد الشكاوى من قبل المواطنين المصريين عليهم.
وكان نحو400 من ضباط وعناصر الأمن الوقائي قد فروا إلى مصر عبر الحدود والبحر بعد الحسم العسكري الذي نفذته حركة "حماس" في قطاع غزة في الرابع عشر من حزيران (يونيو) الماضي.
وقالت تلك المصادر لصحيفة فلسطين اليومية: "إن هؤلاء الأشخاص ينقسمون إلى قسمين، القسم الأول: وعددهم 180 شخصا تقريبا يعيشون في معسكر للجيش المصري في العريش في ظل وضع إنساني صعب، والقسم الثاني: هو من سمح لهم بدخول القاهرة وعددهم يقارب 320 ومعظمهم من الضباط أصحاب الرتب الكبيرة".
وكان نحو أربعين من هذه العناصر قد عادوا مؤخرا إلى قطاع غزة من معسكر الجيش في العريش وتحدثوا عن حياة صعبة يعيشها زملاؤهم الذين تركوهم، مؤكدين أن الماء تصلهم مرتين في الأسبوع: وإن دورات المياه التي يستخدمونها بدائية جدا، وأنهم يعيشون في ظل أوضاع صعبة للغاية، رغم سماح السلطات المصرية لهم بالاتصال بذويهم هاتفيا.
وأضافت المصادر أن الحكومة المصرية كانت قد اتفقت مع الرئيس محمود عباس على حل مشكلة هؤلاء الضباط في اتفاق يتكون من ثلاثة بنود ينص البند الأول على أن يتم ترحيل من ليس له أي مشاكل مع حركة حماس إلى قطاع غزة، والبند الثاني يتم ترحيل من له مشاكل مع حماس وليس له مشاكل مع الاحتلال إلى الضفة الغربية، والبند الثالث ينص على أن يبقى من له مشاكل مع حماس في غزة وقوات الاحتلال في مصر.
وتابع المصدر: إنه من غير المعروف ما هو سبب عدم تنفيذ مصر لهذا الاتفاق مع الرئيس محمود عباس.
واشتكى المواطنون المصريون الذين يقطن ضباط الوقائي بجوارهم في القاهرة من مضايقتهم لاسيما وأن معظمهم يتعاطون المخدرات ويشربون الخمور ويعودون يوميا إلى منازلهم سكارى، وفتحهم العديد لأوكار المخدرات.
وكانت عشرات الشكاوى قد وصلت إلى الشرطة المصرية ضد هؤلاء الضباط من تحرشات جنسية أو سرقات أو مضايقة لجيرانهم بطرق أخرى، وانه في كل مرة كان المسئولون في السفارة الفلسطينية في القاهرة يتدخلون للإفراج عنهم.
وقال المواطن احمد عبد الله الذي يقطن بجوارهم: "إننا منذ سمعنا عن الحسم العسكري في غزة ووصول بعضهم إلى حينا تعاطفنا معهم لما كان يروجه الإعلام آنذاك، وقدمنا لهم كل المساعدات، ولكن بعدما رأينا أفعالهم وسلوكياتهم بدأنا ننفر منهم، وأصبحنا نخاف على أعراضنا وأموالنا منهم".
وأضاف عبد الله لـ "فلسطين": "لم أر أي منهم في يوم من الأيام قد ذهب إلى مسجد حتى في يوم الجمعة، ودائما يسهرون حتى ساعات الفجر ويعودون سكارى إلى منزلهم، إضافة إلى تحرشاتهم المستمرة ببناتنا، كما أننا نسمع منهم ألفاظاً نابية وشتائمهم لبعضهم البعض تقزز لاسيما فيما يتعلق بسب الذات الإلهية التي هي لازمة لهم".
كما تحدث بعض السكان في القاهرة عن أحد الأوكار التي فتحها هؤلاء الضباط والذي يتردد عليهم معظمهم.
وقال سكان محليون: إن مجموعة كبيرة من هؤلاء الضباط والذين كانوا يتزعمون فرق الموت في غزة استأجروا احد المخازن في احد أحياء القاهرة وحولوه إلى وكر لمتعاطي المخدرات والخمور "غرزة" وأنهم يسهرون فيه ليلا حتى ساعات الفجر، بحضور راقصات، وأن ذلك يضايق جيرانهم بشكل كبير.
وأضاف السكان أن إقدام هؤلاء الضباط على فتح هذا الوكر جاء بعدما وجدوا أن سهرهم في المراقص، يكلفهم الكثير من الأموال.
وكانت الحكومة المصرية قد أعطت هؤلاء الضباط شققاً سكنية في مدينة 6 أكتوبر ولكن بعد شهرين من الحسم سحبتها منهم، لأسباب غير معروفة، فاضطروا إلى ان يستأجروا شققاً سكنية في القاهرة.
وقالت المصادر: إن السلطة الفلسطينية قطعت رواتب هؤلاء الضباط وأصبحوا ينفقون على أنفسهم فقط من خلال مبلغ تصرفه لهم السفارة الفلسطينية في القاهرة لا يزيد عن 250 دولاراً.
وأشارت إلى أن اثنين من كبار هؤلاء الضباط والمتهمين بقيادة فرق الموت بغزة يعملون فراشين في السفارة الفلسطينية في القاهرة.
وأكدت المصادر أن الشكاوى التي وصلت على هؤلاء الضباط ليست السبب الحقيقي لتخلص مصر منهم ولكنها كانت عوامل مساعدة، مشيرا إلى أن السبب الحقيقي هو شكوك مصر في تشكيل هؤلاء الضباط شبكات تجسس تعمل لصالح دولة الاحتلال، وقيادة التفجيرات التي تتم في غزة
الأحد ديسمبر 23, 2007 1:28 am
