جنين – خاص معا – رائد أبو بكر - بعد أن تضاربت الأنباء وخرجت الإشاعات وبدأ المواطنون ووسائل الإعلام والصحفيين والفضائيات في سرد قصة العملية العسكرية الخاصة التي قامت بها القوات الخاصة الإسرائيلية في قباطية يوم الاثنين الماضي تاريخ 17/12/2007 عند الساعة الثانية عشرة والنصف من بعد منتصف الليل حيث كان الحديث من قبل الجميع أن القوات الخاصة الإسرائيلية أطلقت النار على سيارة كان يستقلها أربعة من نشطاء سرايا القدس من بينهم قائد السرايا في شمال الضفة الغربية طارق أبو غالي واستشهاده واختطاف الثلاثة الآخرين بعد إصابتهم واحتجاز جثمان الشهيد .
ولكن وبعد أيام قليلة استطاعت وكالة معا معرفة حقيقة العملية الخاصة بعد أن اتصل احد الناجين من قادة سرايا القدس الميدانيين في جنين واحد الناجيين من العملية العسكرية الخاصة على مراسلنا في جنين وهو أبو عبادة القائد الميداني للسرايا في جنين .
تفاصيل العملية
يقول أبو عبادة لمراسلنا انه عند الساعة الثانية عشرة والنصف من الليل كان متوجها هو وثلاثة من نشطاء سرايا القدس اثنين منهم من بلدة علار والثالث من مدينة طولكرم كانوا متجهين إلى محافظة طوباس مرورا من بلدة قباطية وكان المقاومون الأربعة يستقلون سيارتين السيارة الأولى من نوع ماغنوم بيضاء اللون بينما السيارة الثانية من نوع ميتسوبيشي وكان في كل سيارة شخصين يركبان.
ويضيف أبو عبادة وعند وصولنا إلى منطقة المقاهي في قباطية "وسط البلدة" شاهدنا دورية إسرائيلية على الطرف الجنوبي من البلدة فأوقفنا السيارتين وكانت سيارة الميتسوبيشي قد داورت ورجعت إلى مدينة جنين بينما سيارة الماغنوم البيضاء والذي كان فيها أبو عبادة تحاول التدوير والرجوع إلى المدينة لأنهم شعروا بخطر قادم لم يعرفوه حتى هذه اللحظات .
وتابع أبو عبادة حديثه قائلا عند محاولتنا لتدوير السيارة والتوجه إلى حيث ما كنا شاهدنا سيارة ماغنوم رمادية اللون متوجة نحونا بسرعة كبيرة فنزلت من السيارة وأطلقت النار على السيارة حيث تأكدت أنها سيارة للقوات الخاصة الإسرائيلية وكان فيها أكثر من أربعة أشخاص ملثمين ورأيت البنادق قد خرجت من سيارة الماغنوم الخاصة بالقوات الخاصة الإسرائيلية وكان إطلاق النار من قبلي كثيفا مما جعل سيارة القوات الخاصة تتوقف قليلا ليحموا أنفسهم من رصاصي وخلال ذلك استطاع الشاب الثاني الذي كان معي بالنزول من السيارة والهرب مع سلاحه بينما السيارة الثانية "الميتسوبيشي" مجموعتنا الثانية استطاعت الهرب والابتعاد عن منطقة الخطر .
يقول أبو عبادة بعد أن انتهت الذخيرة التي بحوزتي وضعت مشطا آخر من الرصاص في بندقيتي الرشاشة وأطلقت النار مرة أخرى وكان أفراد القوات الخاصة قد نزلوا من السيارة ودارت الاشتباكات المسلحة بيني وبين القوات الخاصة الإسرائيلية بينما زميلي الآخر الذي كان معي واستطاع الهرب فتح النار عليهم من بعيد حيث قام بتغطيتي لأستطيع الهرب من المنطقة وكانت الاشتباكات التي دارت بيننا وبين أفراد القوات الخاصة الإسرائيلية دارت تقريبا خمس دقائق واستطعنا الهرب من منطقة الخطر ومن ثم استطعنا الخروج من بلدة قباطية بسلام .
يقول أبو عبادة كان قدرة الله وحمايته لنا أن انتبهنا إلى سيارة القوات الخاصة المتوجهة إلينا قبل أن يطلقوا النار علينا وكنا نحن المبادرين في إطلاق النار وكان إطلاق النار عليهم بكثافة مما أدى إلى قدرة الشباب الذين كانوا معي على الهرب والابتعاد كما أشار إلى أن الشخص الذي كان مع أبو عبادة استطاع الاشتباك مع أفراد القوات الخاصة والتغطية على أبو عبادة للهرب من المكان .
الإشاعات قبل معرفة الحقيقة
وكانت إشاعات كثيرة خرجت بعد العملية العسكرية ونجاة المجموعة من سرايا القدس من موت محقق وقبل أن تعرف وكالة معا الحقيقة كانت الإشاعة الأولى هو ان مجموعتين فلسطينيتين أطلقت النار على بعضهما البعض لوجود بعض المشاكل في البلدة وبعدها خرجت الاشاعه الثانية وهو أن القوات الخاصة أطلقت النار على نشطاء المقاومة كانوا يستقلون السيارة واختطفتهم ومن ثم خرجت الاشاعه الثالثة عن استشهاد طارق أبو غالي قائد سرايا القدس في شمال الضفة الغربية وإصابة ثلاثة آخرين من طولكرم بجراح واختطافهم من قبل القوات الخاصة حيث شوهدت الدماء في السيارة وبالقرب من السيارة .
الدماء المزيفة
ذكر شهود عيان أن دماء وأجزاء من الملابس الممزقة كانت في السيارة حيث كان لون الدم احمر فاتح مما دار الشك في قلوب المواطنين حيث توجهوا بهذه الدماء إلى مختبر المركز الصحي في البلدة لتخرج النتيجة أنها صبغة حمراء ليبقى السؤال لماذا هذه الصبغة الحمراء؟ هل هي تغطية على عملية القوات الخاصة الفاشلة في اغتيال مجموعه من سرايا القدس في وقت كانت الطائرات الحربية الإسرائيلي تغتال قيادات السرايا في غزة والذي أوقع أكثر من عشرة شهداء ؟ أم من اجل أن يزرعوا الشك في قلوب المواطنين عندما يأتون إلى السيارة بعد الانسحاب من البلدة ؟آم من اجل أهداف أخرى إلى الآن لم يستطع أي إنسان حل هذا اللغز؟
لب الموضوع
ولكن فحوى التقرير هو ان طارق أبو غالي قائد سرايا القدس في شمال الضفة الغربية حي يرزق ولا دخل له في العملية الإسرائيلية الخاصة وان مجموعه من سرايا القدس نجت من عملية اغتيال من قبل القوات الخاصة الإسرائيلية كما أن المجموعة التي نجت استطاعت إطلاق النار على القوات الخاصة والتغطية على بعضهم البعض من اجل الهرب من مكان الخطر ومجموعه السرايا تتكون من أبو عبادة القائد الميداني للسرايا في مخيم جنين واثنين من نشطاء السرايا من بلدة علار قضاء طولكرم وآخر من نشطاء السرايا من مدينة طولكرم