أي الأضحيتين أفضل !؟!؟!؟
بقلم أبو حسام/شبكة فلسطين للحوار
ساعات قليلة تفصل العالم الإسلامي عن عيد الأضحى المبارك، ولا شك أن ملايين المسلمين جهزوا أنفسهم في هذا العيد لذبح ذبائحهم وتقديم الأضحية التي يعرف الصغير قبل الكبير أن سببها التشبه بسيدنا إبراهيم عليه السلام الذي كاد يذبح ابنه إسماعيل امتثالاً لأمر الله تعالى، قبل أن ينجح بالاختبار ويبدله الله بدلاً من ابنه بكبش يذبحه.
لكن الشعب الفلسطيني فالأمر مختلف، حيث قدره أن يضحي على غرار ما كان سيفعله سيدنا إبراهيم في ولده إسماعيل، فقبل يوم واحد فقط من عيد الأضحى المبارك استشهد 10 فلسطينيين في عدوان إسرائيلي وحشي طال شباب في مقتبل العمر وفي ريعان شبابهم.
ومع أن الفرق الأساسي بين أضاحي الشعب الفلسطيني وأضاحي المسلمين في بقاع الأرض هو أن الفلسطينيين يضحون بأبنائهم على مذبح الحرية والكرامة والثبات وعدم التنازل، إلا أن هناك فرق آخر هو أن المسلمين يضحون في ثلاثة أيام فقط من كل عام، بينما قدر الفلسطينيين أن يقدموا أضاحيهم في كل يوم وفي كل ليلة وأحياناً في كل ساعة.
لا بأس من ذلك والحمد لله الذي شرف الشعب الفلسطيني بتقديم أبنائه قرابين لله تعالى، ولسنا حزنا على ذلك بل ونفتخر ونعتز بأن جعلنا الله من أبناء هذا الشعب، لكن بالله عليكم يا سادة كيف لنا أن نستوعب أو أن نعذر من يجلس ممن للأسف يحسبون أنهم من الفلسطينيين في نفس اليوم الذي تضحي فيه أمهات فلسطين بفلذات أكبادها مع الذباحين الذين لا يتورعوا بل ويفتخرون بجرائمهم.
أليست هذه مفارقة كبيرة بل والأدهى من ذلك أن هؤلاء الذين يسمون أنفسهم قادة الشعب الفلسطيني (الذي لفظهم في الانتخابات الأخيرة) يعطون الذريعة للذباحين وأمام كل دول العالم للاستمرار في جرائمهم حين ينعتون المقاومين والمدافعين عن الوطن بالإرهابيين والانقلابيين وسابقا " بالحقيرين".
وقبل أن أختم أود القول بأن مؤتمر الأمس في باريس كان لدفع ثمن هذه الأضاحي، فهنيئا لكم ولكروشكم يا أبطال رام الله، وكلوا واشربوا وتنعموا كما تريدون بهذه الأموال المغمسة بدماء أبنائنا وأحرارنا وأطهارنا.. لكن حتما لن تستمروا في ذلك كثيرا، لأن الشعب بأحراره لا بد وأن يكون هو المنتصر... وحينها لا أدري من سيضحي بمن!؟؟ سؤال حتما القراء يمكنهم الاجابة عليه
التوقيع .....القناص :flower: :flower: :flower: :flower: :flower: :flower: