لقد توقفت ملياأمام تصريحات محمود عباس الأخيرة والتي ادعى فيها بأن حماس قد تعهدت للكيان الصهيوني بوقف اطلاق الصواريخ " العبثية " مقابل عدم استهداف قادة الحركة. والغريب في الأمر أن عباس بادعائه هذا قد نفى وكذب تصريحات سيده أولمرت بعدم وجود أي اتفاقية مع حماس!
وكما نعلم جيدا بان حسابات الكيان الصهيوني لادارته للمعركة مع حماس لا تسمح لأمثال عباس وباقي عصابة مقطوعة رام الله بالتدخل مطلقا في كيفية ادارة هذه المعركة خاصة بعد طردهم مدحورين من غزة رغم الاموال الطائلة التي وصلت لرئيس العصابة دحلان " المصروع " لتجهيز جيشه " اللي بسد عين الشمس " ، كما أن الصهاينة يرفضون أيضا التعامل مع هذه القضية من باب الصداقة والعيش والملح – وكلنا يذكر الفيديو الذي بثته قناة الجزيرة لاحدى اجتماعات ابناء المقطوعة مع الصهاينة وكيف كان يتوسل دحلان لموفاز ويركض خلفه ويقول له علشان خاطري وبعيدا عن السياسة علشاني ، فيدير موفاز رأسه للجهة الاخرى ويأمر " الولد " دحلان أن ينفذ ما طلبه منه – فحساباتهم ليس فيها الا العقلية الصهيونية التي لا تلبي أي طلب لعبيدها ان لم يصب مباشرة في مصلحتها وبنسبة مئة في المئة !
فيبدو أن توسلات عباس وزمرته المتكررة لأولمرت بالقضاء على قيادات حماس في غزة - والذي ليس من مصلحته الاقدام على هكذا خطوة في الوقت الحالي على الاقل - قد باءت بالفشل ، فقرر عباس انتهاج منهج اخر في الضغط على أولمرت للقيام بمثل هذه الخطوة ويكون الضغط من خلال هذه الشائعة التي ستثير المعارضة واليمينية منها خاصة في الكيان الصهيوني والتي قد تدفع أولمرت لعملية اغتيال لاحدى هذه القيادات لاثبات نفيهه لهذه الشائعة وتثبيت وضع حزبه المتزعزع الذي لا يقوى على تحمل مزيدا من الضغط بعد كل هذه الاخفاقات المتكررة .
أما لو نظرنا لهذا الخبر العباسي من زاوية أخرى فسندرك مدى الغباء – السياسي على الأقل – الذي وصل إليه هذا الرجل ، فربما يريد عباس اظهار القيادة السياسيين لحماس على أنهم مجموعة من التجار الثوريين الذين يخشون على حياتهم وعلى ثرواتهم الطائلة في بنوك سويسرا وعلى قصورهم الفاخرة على شواطئ غزة المحاصرة وعلى ابنائهم الذين يدرسون في المدارس والجامعات الغربية في لندن وباريس ! ولكن يبدو أنه لا يدرك أن هذا الاسقاط الذاتي والنظر الى حماس بمنظار منطمة الـ 5% الفلسطينية التي بنت جمهورية الفكهاني وقصور تونس الخضراء وأخيرا سنغافورة الغزاوية قد تجاوزه 70 % على الأقل من الشعب الفلسطيني قبل عامين وتجاوزه الباقي بعد اعتقال كل نواب التغيير والاصلاح في الضفة وبعد استشهاد ابناء الزهار والحية وريان في غزة ، باستثناء بعض العبيد في المقطوعة وبعض عباد الشيكل والدولار عديمي الاحساس هنا وهناك!
الثلاثاء مارس 11, 2008 2:11 am
