اتفق معظم علماء الأزهر مع مفتي مصر د. علي جمعة على حرمة استخدام نغمات المحمول التي تحمل آيات قرآنية وكذلك الأذان، وذلك لتنافيها مع قدسية النصوص القرآنية وجلال ألفاظ الأذان لما تضمنه من ذكر لفظ الجلالة سبحانه وتعالى خاصة إذا تم تشغيلها في الأماكن غير الطاهرة. فيما اختلف د. نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق مع الرأي السابق معتبراً أن استخدام الآيات القرآنية والأذان لاشيء فيه، لأن الذي يستخدمها أصلاً من المفترض أنه متدين ويعلم كيفية التعامل مع قدسية وجلال تلك الكلمات، وفي هذا التحقيق نعرض لوجهتي النظر..
يتفق د. إبراهيم صالح رئيس قسم الفقه العام بجامعة الأزهر على كراهة وضع هذه النغمات التي تحمل آيات قرآنية ونداء الأذان، مما يجعلها تتنافي مع قدسية وجلال هذه الكلمات الكريمة ، وتأتي الكراهة من عدة أوجه أهمها أن طالب المحمول عندما يطلب الشخص المراد فإن جهازه ينطلق بتلاوة آيات القرآن الكريم أو الأذان بمجرد أن يطلب رقمه، وبالتالي للرد على الطالب فمن الطبيعي أن يقوم الشخص بقطع التلاوة وهنا تأتي الكراهية. بالإضافة إلي دخول أماكن الخلاء والأماكن غير الطاهرة كصالات الأفراح والنوادي والملاهي دون الاحتراز عن هذه الآيات الكريمة وبالتالي تأتي الكرهة عند استعمال هذه الآيات القرآنية أو الأذان. إهانة مرفوضة أما د. مصباح حماد وكيل كلية الشريعة والقانون فيرى أن المقصود بالنغمة هو التنبيه والإعلام، وقد جرت العادة على استخدام نغمات الموسيقى بأنواعها.. وبعد ذلك تم استحداث أجهزة محمول حديثة بها إضافات.
مثل إضافة آيات القرآن الكريم والأذان، وأرى أن للقرآن والأذان حرمتهما وتعظيمهما وقدسيتهما ، وأن استخدامهما على هذا النحو يتضمن إهانة، وهذه الاهانة حرام، كما أنه لا يمكن الاحتراز من الدخول في الأماكن غير الطاهرة بالجهاز بالإضافة لأماكن اللهو، كما أنه ليس هناك حاجة ماسة لاستخدام هذا النوع من أدوات التنبيه ومن ثم فعليهم أن يبقوا على ما كانوا عليه من قبل واستعمال نغمات تقليدية تكفي لغرض الإعلام والابتعاد عما فيه حرمة.
جائزة شرعاً ومن جانبه قال د. نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق بأنه يجوز شرعاً وضع نغمات المحمول التي تحمل الآيات القرآنية أو الأذان، لأن الإنسان يستطيع أن يطوع هذه الخدمة كيفما يشاء وطبقاً للأجواء المحيطة به، فالإنسان الذي يحمل جهاز المحمول عندما يدخل الأماكن غير الطاهرة أو أماكن اللهو فإنه يستطيع أن يغلق جهاز المحمول لأنه لا يستطيع سماعه في الأماكن الصاخبة ، وبالتالي يمكنه أن يطوع النغمات كيفما يتناسب مع الجو، فيغلق النغمات ويستبدلها «بالاهتزاز» وبالتالي تختفي هذه النغمات ولا يكون لها وجود كما يمكنه الاحتراز عن طريق غلقه في الأماكن غير الطاهرة.
كما أن وضع نغمات على الجهاز يأتي حسب راحة الشخص، خاصة وأن هذه النغمات لا يستعملها إلا الأشخاص الذين لديهم وازع ديني وثقافة تجعلهم يرشدون استخدام هذه الآيات القرآنية وبالتالي فلا حرمة بل يجوز. أما الشيخ محمد غنيم إمام وخطيب بالأوقاف المصرية فيرى أن المحمول من صنع الإنسان، وأن الإنسان لديه القدرة على تطويعه لخدمته بما لا يتنافى مع الدين وأن هذه النغمات يستطيع حامل الجهاز أن يولفها كيفما يريد .
وبالتالي يقوم بتوليفها على نغمات أغاني فيديو كليب أو نغمات مجسمة، أو يقوم بإلغاء النغمات المجسمة ويقوم بتوليفه على العمل من خلال الاهتزاز، كما يمكن لصاحب المحمول أن يغلقه عند دخول الأماكن غير الطاهرة وأماكن اللهو والصخب، وبالتالي لا أرى أية حرمة بل يجوز وضع أي نغمات على جهاز المحمول، فهو جهاز ذو شقين والإنسان العاقل الذي ميزه الله سبحانه وتعالي بالعقل عن سائر المخلوقات يستطيع أن يختار منه النافع ويتجنب الضار والمسيء.