بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم ) .
البسملة جزء من كلِ سورة في القرآن الكريم، إلا سورة التوبة ، كما أنَّ هناك سورة ورد فيها البسملة في موضعين وهي سورة النمل ولكنَّها نقلت عن لسان سليمان حيث قال ( ِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) ( النمل ) .
وفي حديث ... عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام أنه سئل عن تفسير : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فقال : ( الباء بهاء الله والسين سناء الله والميم ملك الله ) ( الكافي الجزء الثاني الصفحة 672 ) .
وبالنسبة إلى كتابتها ورد الحديث التالي في الكافي للكليني - بإسناده :
قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : اكتب بسم الله الرحمن الرحيم من أجود كتابك ... ولا تمد الباء حتى ترفع السين ) ( الكافي الجزء الثاني الصفحة 672 ) .
التـدبُـر في البسـملة :
وعند التدبر في الآية المباركة نستنتج أنَّ " الله" كان اسماً معروفاً لدى العرب في عصر نزول القرآن ، لأنه تعالى يخاطب عامَّة الناس فيقول لهم باسم الله ، أي اعتمدوا في أعمالكم على الله وابدأو باسم ذلك الله الذي تعرفونه أنتم ، فالنبي عليه الصلاة والسلام لم يعرِّف الله فحسب - بل دعا الناس إلى توحيده - وهذا ما تشير إليه العديد من الآيات المباركة .
ثمَّ: إنَّ من الضروري أن يبدأ الإنسان كلَّ عمل يعمله باسم الله تعالى وذلك لبداية القرآن في جميع سوره بالبسملة ، وقد أكَّد سبحانه وتعالى ذلك في مجالات عديدة :
- فعن الأكل قال تعالى : ( فكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِين ) ( الأنعام 118 ) .
- وقد نهى سبحانه عن الأكل ممّا لم يذكر اسم الله عليه ( ولاَ تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ ) ( الأنعام 121 ) .
- حركـة السـفينة بـإسم الله ( وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِاِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) ( هود41 ) ، ذلك لأنَّه تعالى هو المسخِّر للفلك والأنهار ( وَسَخَّرَ لَكُمْ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمْ الأَنهَار ) ( إبراهيم )
المفردات :
بسم : الإسم مشتق من السمة وهو العلامة الدالة على المسمى . أو أنه مشتق من السمو بمعنى الرفعة .
الله : الله أصله الإله ، حذفت الهمزة لكثرة الإستعمال .
الرحمن : ذو الرحمة الشاملة العامة التي هي للمؤمن والكافر .
الرحيم : ذو الرحمة الخاصة المخصصة للمؤمنين .
أحاديث حول آية ( بسم الله الرحمن الرحيم ) .
- عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد عن منصور بن العباس عن محمد بن حسن السرى عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال " أول ما نزل على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بسم الله الرحمن الرحيم ، إقرأ بسم ربك الذي خلق ".
- عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن جميل بن دراج قال : " قال أبو عبد الله (عليه السلام) : ’ لا تدع ((بسم الله الرحمن الرحيم)) وإن كان بعده شعر " .
- عن محمد بن علي بن محبوب عن العباس بن محمد بن أبي عمير عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم، قال : "سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن السبع المثاني والقرآن العظيم هي الفاتحة ؟ قال : ’ نعم ‘ " قلت : " بسم الله الرحمن الرحيم " من السبع ؟ ’ قال : نعم هي أفضلهن ‘ .
فضل بسم الله الرحمن الرحيم
- عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن يحيى العطار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن الرضا عليه السلام قال : إنّ بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها .
وفي التوحيد : عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن علي بن حسن بن فضّال ، عن أبيه ، قال : سألت الرضا عليه السلام عن بسم الله ، قال : « معنى قول القائل بسم الله أي أسِمُ نفسي بِسِمَة من سمات الله عزَّوجل َّ، وهو العبوديّة » . قال : فقلت له : ما السمة ؟ قال : « العلامة .
- الطبرسي في مجمع البيان : عنه عليه السلام قال : « إذا قال المعلّم للصبي : قل بسم الله الرحمن الرحيم ... فقال الصبي بسم الله الرحمن الرحيم ... كتب الله براءة للصبي وبراءة لأبويه وبراءة للمعلّم
- عن زيد بن ثابت قال صلى الله عليه وسلم من كتب ( بسم الله الرحمن الرحيم ( فجوّده تعظيماً لله ، غفر الله له.
ـ جامع الأخبار : عن ابن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : من أراد أن ينجيه الله تعالى من الزبانية التسعة عشر ، فليقرأ ) بسم الله الرحمن الرحيم ( فإنّها تسعة عشر حرفاً ليجعل الله كل حرف منها جُنّة من واحد منهم.
ـ وعنه : روى عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله قال : « من قرأ ) بسم الله الرحمن الرحيم ( كتب الله له بكلّ حرف أربعة آلاف حسنة ، ومحا عنه أربعة آلاف سيّئة ، ورفع له أربعة آلاف درجة.
ـ وعنه : روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من قال : ( بسم الله الرحمن الرحيم ( بنى الله له في الجنّة سبعين ألف قصر من ياقوتة حمراء ، في كلّ قصر سبعون ألف بيت من لؤلؤة بيضاء ، في كلّ بيت سبعون ألف سرير من زبرجدة خضراء ، فوق كلّ سرير سبعون ألف فراش من سندس واستبرق ، وعليه زوجة من الحور العين ، ولها سبعون ألف ذؤابة مكلّلة بالدرّ واليواقيت ، مكتوب على خدّها الأيمن : محمّد رسول الله ، وعلى خدها الأيسر : عليّ وليّ الله ، وعلى جبينها : الحسن ، وعلى ذقنها : الحسين ، وعلى شفتيها : بسم الله الرحمن الرحيم ). قلت : يارسول الله لمن هي هذه الكرامة ؟ قال : لمن يقول بالحرمة والتعظيم ) بسم الله الرحمن الرحيم ) .
ـ وعنه : قال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا قال العبد عند منامه بسم الله الرحمن الرحيم .. يقول الله : ملائكتي اكتبوا بالحسنات نَفَسَه إلى الصباح.
ـ وعنه : قال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا مرّ المؤمن على الصراط فيقول بسم الله الرحمن الرحيم ) طفئت لهب النيران ، وتقول : جز يامؤمن فإنّ نورك قد أطفأ لهبي ).
ـ وعنه : سُئل النبي صلى الله عليه وآله : هل يأكل الشيطان مع الإنسان ؟ فقال : « نعم ، مائدة لم يذكر بسم الله عليها يأكل الشيطان معهم ، ويرفع الله البركة عنها .