ابو شاهر مشرف منتدي الشهداء والمعتقلين
عدد الرسائل : 107 العمر : 36 الموقع : منتدي كتيبة حماس والقسام تاريخ التسجيل : 22/12/2007
| موضوع: حينما يفقد القادة الفلسطينيين أبناءهم الثلاثاء فبراير 05, 2008 2:50 am | |
| [ شؤون إسرائيلية ] | طباعة | حفظ | 2008-01-18
| |
| حينما يفقد القادة الفلسطينيين أبناءهم | |
عميت كوهين -معاريف مراسل الصحيفة للشؤون الفلسطينية
السيارة التي كانت تنطلق في شوارع الشجاعية، في قلب قطاع غزة، كانت خاضعة لمتابعة وثيقة. الطيارة بدون طيار التي كانت تحوم في السماء انتظرت الفرصة المناسبة. ما أن توقفت السيارة، بعد دقائق معدودة من منتصف الليل، خرج منها الهدف، وبدأ يسير نحو بيته. في ذات اللحظة اطلقت الصواريخ. فاصابت ساحة البيت فقتلت ستة اشخاص. هدف التصفية اصيب بجراح طفيفة فقط. هذا الهجوم، ظاهرا هجوم آخر من بين عشرات، وقع في شهر آب 2004. الهدف كان احمد جعبري، الذي وصف في حينه كأحد قادة الذراع العسكري لحماس. ومع أن الجعبري نجا بحياته، ولكن اثنين من اخوته، فتحي وحسين قتلا. وكذا ابنه البكر محمد. "لا ريب"، كما أعلنت حماس فور ذلك "ان الشيخ الجعبري دفع اليوم ثمنا باهظا".
ولكن ذات الثمن الباهظ لم يدفع الجعبري الى كبح جماح نفسه او الى الاعتدال. ومن الصعب القول اذا كان موت اقربائه قد جعله اكثر تشددا، ولكن الحقائق هي أن الجعبري بقي من رواد الخط المتطرف داخل حماس. في السنوات الثلاث والنصف التي مرت منذئذ، رفع الجعبري مستوى مكانته. وهو اليوم يعتبر رئيس أركان حماس. هو الرجل الذي يتصدر معالجة قضية شليت واحد المسؤولين المباشرين عن سيطرة عنف حماس على قطاع غزة. ومن الناحية النفسية ايضا يبدو أن الجعبري لا يخشى ضربة اخرى لافراد عائلته. محافل الامن الفلسطينية تدعي بان الجعبري يئم بيته بل وينام فيه. هو ايضا لا ينفي ذلك. وكان الجعبري روى لتلفزيون "الجزيرة" قائلا: "بعض وقتي اقضيه في البيت. وحسب الظروف، حسب الوضع الامني. اذا كان الوضع الامني هادئا، اصل الى البيت".
قصة الجعبري تفيد بأن قادة الارهاب لا يخشون مواصلة دربهم بل ولا يصبحون اكثر اعتدالا، في أعقاب ضربة، بالصدفة او عن قصد، لاقاربهم. جهاد جبريل، مثلا، نجل رئيس الجبهة الشعبية، احمد جبريل، الذي كان رئيس الذراع التنفيذي في منظمة ابيه، دخل الى سيارته فانفجرت. جبريل، كما هو معروف لم يغير منذئذ مواقفه المتطرفة، التي ترفض المفاوضات مع اسرائيل. كما ان منظمته لم تتوقف عن نشاطها العسكري. وفضلا عن ذلك فقد اقيمت في المناطق خلايا ارهابية عملت تحت اسم "كتائب الشهيد جهاد جبريل". احدى هذه الخلايا مسؤولة عن نار الكاتيوشا على عسقلان قبل أقل من اسبوعين.
الجعبري وجبريل ليسا الوحيدين اللذين فقدا اقرباء لهم. فأمس جاء دور محمود الزهار، أحد كبار المسؤولين في الحركة. للمرة الثانية في غضون ثلاث سنوات يقتل واحد من ابناء الزهار. حسام، ابن 22، عمل كقائد سرية في الذراع العسكري لحماس. وكان يسافر مع ثلاثة نشطاء آخرين في غزة عندما اصيبت السيارة بصاروخ. وقتل الاربعة. الابن البكر للزهار، خالد، قتل قبل اكثر من ثلاثة سنوات. في ايلول 2003 قصفت طائرة لسلاح الجو منزل الزهار في حي الرمال. خالد قتل، الزهار نفسه اصيب بجراح متوسطة وكذا افراد آخرون من العائلة. وبالمناسبة، فحسب العادة العربية، فان الزهار لا يزال يسمى ابو خالد على اسم ابنه البكر.
أمس، فور تلقي النذر، وصل الزهار الى مستشفى الشفاء في غزة كي يرى بام عينيه ابنه القتيل. قبّل جبينه وتلا ايات من القرآن. في حماس لا يعترفون بذلك ولكن شهود عيان يعترفون بان عيناه أدمعتان. الزهار نفسه، في ظهور علني أمس، حرص على الحفاظ على ضبط النفس. وقال في مؤتمر صحفي بعد وقت قصير من رؤية جثمان ابنه: "ابني قربان للوطن، من أجل فلسطين والمسجد الاقصى. سنرد على هذه الهجمات بالطريقة التي يفهمونها"، هدد الزهار اسرائيل بعد أن ادعى بان اسرائيل شددت الاعمال العسكرية في اعقاب ضوء اخضر تلقته من الرئيس جورج بوش.
ورغم ذلك فان ضرب ابنه بلا ريب اثر على مسؤول حماس. وروى احد مقربي الزهار لصحيفة "معاريف" يقول ان "ابو خالد يوجد في وضع صعب اليوم. هناك احساس كبير بالحزن في العائلة. هذا الابن الثاني الذي يخسرونه. كما أن صهر ابو خالد قتل في تشرين الثاني 2006. عندنا في فلسطين الشهيد ليس فقط ألم، بل شرف وفرح ايضا". ومع ذلك، فذات المقرب يقدر بأن موت اقرباء لا يؤثر على طريقة اتخاذ القرارات في حماس. "يوجد اكثر من زعيم عندنا فقد اعزاءه. نحن معتادون على تقديم الضحايا. الزهار ايضا معتاد على ذلك وهو على علم بانه قد يقتل هو نفسه. ولكن هذا لا يؤثر على مواقفنا السياسية. لحماس توجد هيئات قيادية وهذه هي التي تقرر – وليس شخصا واحدا".
د. شفيق مصالحة، معالج نفسي ومحاضر في جامعة تل أبيب يحاول أن يشرح سلوك الزهار. ويدعي مصالحة بانه لدى الشخصيات القيادية يوجد احيانا نقيض عاطفي، في كل ما يتعلق بالفقدان. "لدى معظم الناس، الارتباط العاطفي الاول يكون تجاه العائلة. نحن نرتبط بالناس الاقرب لنا، مثل الابوين او الاطفال"، يقول د. مصالحة، "ولكن لدى الزعماء والسياسيين، في حالات عديدة، الترتيب معاكس. الشعب، الوطن او الدين يصبح الدائرة الاولى، وبعد ذلك فقط العائلة والابناء".
وحسب د. مصالحة، فان الزعيم يجند لسلطته سلسلة من الدفاعات، كي يبرر هذا التفضيل. ويقول مصالحة: "لاسفي هذا التفضيل يلقى احيانا عطفا شعبيا لان مفاهيم مثل الارض أو الوطن اهم للزعيم من ابنائه. الثقافة والمجتمع يمنحانه الشرف على أنه يفعل العكس، إذ ان هذا الاختيار يجعله ينتمي الى الجميع، وليس فقط الى عائلته".
"عندما يخسر المرء ابن عائلة، يوجد احساس بالذنب"، يشرح مصالحة، "الابن قتل بسببي وبسبب الطريق الذي اخترته، في هذه المرحلة توجد معضلة داخلية. هذه المعضلة لا يتم اخراجها، إلا اذا اخرجها الزعيم لتلغي قوته تجاه شعبه وتضعف قيادته". في هذه الحالة يقول مصالحة، تتعزز الدفاعات، ويكون الانسان ملزم بان يبرر اختياراته، والا سيضطر للتصدي الى حقيقة أنه ضحى بابنه عبثا. "يوجد هنا تضارب معرفي. الموقف يتعزز بالذات في ضوء النتيجة".
هذه الاحاسيس تتعزز اكثر فأكثر عندما يدور الحديث عن مكان مثل قطاع غزة، يتربون فيه على الصمود والنضال امام الخصوم الخارجيين. وبالفعل، وبشكل غير مفاجيء، حاولت حماس تحويل الضربة التي تلقتها أمس، 12 قتيلا، بينهم ابن الزهار، الى انجاز، لتثبيت مبدأ التضحية من أجل الوطن. وجاء في احد المواقع الالكترونية للحركة: "هذه هي حركة حماس. هؤلاء هم زعماؤكم الطاهرون، الذين يمثلون قول الشاعر: قبل الجنود، نقدم للموت قادتنا. هذا هو الزعيم، الاسد، د. محمود الزهار. قبل سنوات ضحى بابنه قربانا لفلسطين والمسجد الاقصى، إثر قصف طائرات اف 16 صهيونية بيته. واليوم يواصل التضحية، يواصل العطاء زعيم حماس. حسام محمود الزهار، ابن د. محمود الزهار سقط في المعركة بينما كان واخوانه المقاتلون يصدون الاجتياح الصهيوني في حي الزيتون. الان كل الافواه التي تشهر بابيه البطل، الجنرال محمود الزهار يجب أن تصمت".
على هذه الفكرة تحاول حماس تربية مؤيديها. التضحية بالابن يعتبر عملا بطوليا. والنموذج البارز لحماس هو مريم فرحات، التي تسمى ام نضال فرحات او ام الشهداء. ثلاثة من ابنائها، كلهم من نشطاء حماس، قتلوا في الانتفاضة. وتقول ام نضال عن احد ابنائها الشهداء "صليت من اجله عندما خرج من البيت وطلبت من الله ان يسمح له بالموت كشهيد".
وتحول سلوك ام نضال غير المفهوم الى اعجاب في اوساط جمهور حماس، ولا سيما في غزة. ومع الانتخابات للبرلمان، أدرجت حماس ام الشهداء في قائمتها، لتواصل بعد انتخابها خطها المتطرف.
كما أن زعيم حزب الله، حسن نصرالله فقد ابنه البكر. ففي العام 1997 صفت قوة من وحدة أغوز خلية لحزب الله، كان بينها هادي نصرالله، نجل الزعيم الشيعي. وحمل الجنود الجثامين الذين استبدلوا في وقت لاحق بجثمان مقاتل من الوحدة البحرية ايتمار الياهو. ومع ذلك، فقد رفض نصرالله معاملة ابنه بغير الاخرين، ولم يحث الصفقة بشكل سريع على نحو خاص. | |
| |
|
ابن التنفيذيه حمساوي تحت الإشراف
عدد الرسائل : 115 العمر : 38 الموقع : مدينة حماس تاريخ التسجيل : 10/01/2008
| موضوع: رد: حينما يفقد القادة الفلسطينيين أبناءهم الثلاثاء فبراير 05, 2008 8:46 am | |
| السلام عليكم اللهم الحقنا بالشهداء الابرار وشكرا كثير على موضوعك الرائع | |
|