حسبها بلأرقام والساعات

بسم الله الرحمن الرحيم


ملاحظه بسيطه
أيها الإخوة والأخوات الأفاضل
إن صاحب الموضوع يجلس أحياناً ساعات وهو يكتب
الموضوع فلا تبخل علينا بخمس دقائق لقرائته والتمعن به
وجزاك الله ألف خير
كل شيء له أولويات تبدأ بالأولى ثم الذي يليه
قبل أن أبدأ معكم لعبة الحساب بالأرقام والساعات أود أن أوضح
شيء مهماً حتى أقرب لكم ماذا أعني
إفترض نفسك تعمل عند أحد الناس موظفاً
من شروط العمل أن تعمل 8 ساعات يومياً
بإعتقادك هل يرضى منك صاحب العمل أن تضيع منها شيءً
وإذا ضيعت منها شيءً هل تظنه يسامحك أم ماذا يفعل بك
طبعاً بالتأكيد سوف يخصم عليك ويبهدلك ويزجرك ويوجه لك إنذاراً
وإذا تكرر ربما وجه لك إنذاراً آخر ثم يفصلك من العمل ولو عدت ورجوته
لن يعيدك إلى العمل مرةً أخرى وتذهب لتبحث عن عمل آخر
لكن هناك فرصة لتأخذ راحةً بدون خصم ولا توبيخ إذا كنت مريضاً أو استأذنته لحاجة
أذن لك دون أي عقوبات
تصور لو أنك كنت نشيطاً محافظاً على الدوام وملتزماً بعملك وتبذل كل الجهد في سبيل
إنجاح عملك وتأخرت بعض الوقت لإنجاز عمل أكثر فجاء عليك رب العمل ورءآك بعد الدوام في عملك
وسألك ماذا تفعل حتى هذا الوقت لماذا لم تنصرف فقلت له أريد أن أرتاح من بعض الأشياء المتأخره حتى
أرتاح منها غداً وأبدأ بشيء آخر جديد
ماذا تراه فاعلاً معك رب العمل
إنه سوف يتمسك بك ويثني عليك ويكافئك عندما يحس أنك تعمل أكثر من الوقت المطلوب لصالح الرجل
وهذا شأن العبادة لله عز وجل
فإذا ما اجتهدت وقمت بواجبك خير قيام أخذت أجرك كاملاً وإذا ما أضفت إليها بالنوافل ربما تضاعف الأجر
أكثر بكثير من صاحب العمل لأن الله هو الأكرم ويعطي بلا حدود لمن شاء
لكن هناك فرق عند التقصير فالعبد يطردك ويرفض أن يعيدك إلى عملك
لكن الله عز وجل كلما قلت له أستغفرك يارب وأتوب إليك غفر لك وعدت من جديد ولو تكرر خطأك واستغفرت
غفر لك وهذا من فضل الله علينا ورحمته الواسعه التي وسعت كل شيء
والآن إلى الأرقام
لو افترضنا أن صلاة الصبح وحدها تحتاج منك إلى خمسة دقائق
مما يعني أنك تحتاج إلى ما يساوي 30 ساعه و 40 دقيقه في السنه
لو لم تصلي لمدة 10 سنين كم أضعت من الوقت
فإنك تحتاج إلى 304 ساعه أي 12.67 يوم صلاةً متواصله دون انقطاع حتى تقضي ما عليك من صلاةٍ ضائعه
هل تستطيع ذلك وما هو موقفك أمام الله وهذا فقط ركعتي صلاة الفجر فما بالك بالأوقات الأخرى مثل الظهر
أو غيرها من الأوقات
وإذ ما أضفت إليها السنن أنظر كم تحتاج من الوقت وانظر كم من الحسنات والفوائد قد ضيعت
لكن الله غفورٌ رحيمٌ بعباده إذا ما تابو واستغفروه وعادو
إذا كنت ممن يضيعون الصلوات فابدأ من الآن وإياك أن تتأخر فالعمر ليس بيدك بادر
وتب إلى الله توبة نصوحه واقطع العهد على نفسك أنك لن تضيعها مرةً أخرى
إلا خارج إرادتك حتى لا تُضَيع أكثر مما ضاع
وإذا أحسنت الإلتزام قم بأعمال النوافل حتى تعوض ما فاتك من حسنات وأجر عظيم
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
إن الله تعالى قال( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب
وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه
ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به
ويده التي يبطش بها, ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه ) رواه البخاري
وفي الحديث الآخر
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال
( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل )
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول (إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا
تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك) رواه البخاري
وفي الحديث الآخر
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
( إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ) حديث حسن رواه ابن ماجه والبيهقي
أتمنى أن نبادر فوراً دون إبطاء لنبدأ عهداً جديداً مع الله عز وجل لأن الله وعد المؤمنين بالنصر والتمكين
وما أحوجنا هذه الأيام إلى هذا النصر بعد كل هذا الهوان
دمتم جميعاً بحفظ الله ورعايته وتوفيقه